ما هي الغيبة
الغيبة : ( الغيبة أن تذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه ) . وقيل : ( الغيبة ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص ، أو دينه ، أو دنياه ، أو نفسه ، أو خَلقه ، أو خُلقه ، أو ماله ، أو ولده ، أو زوجه ، أو خادمه ، أو ثوبه ، أو حركتهُ ، أو طلاقته ، أو غير ذلك مما يتعلق به ، سواء ذكرته باللفظ أو بالإشارة والرمز ) . والغيبة آفة خطيرة آفات اللسان ، ولقد عرفها النبي (ﷺ) « أتدرون ما الغيبة » ؟ قالوا الله ورسوله أعلم .قال : « ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول : قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته.
و قال رسول الله (ﷺ) : « لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا . المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره ، التقوى هاهنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات « بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام : دمه ، وماله ، وعرضها.
والغيبة لا تختص باللسان فحيث ما أفهمت غيرك ما يكرهه المغتاب ولو بالتعريض ، أو الفعل ، أو الإشارة ، أو الغمز ، أو اللمز ، أو الكتابة ، وكذا سائر ما يتوصل به إلى المقصود كأن يمشي مشيه فهو غيبة ، بل هو أعظم من الغيبة لأنه أعظم وأبلغ في التصوير والتفهيم . ولا شك في أن غيبة المسلم الميت أفحش من غيبة الحي وأشد ؛ لأن عفو الحي واستحلاله ممكن بخلاف الميت ، فعن عائشة عن النبي (ﷺ) : « إذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه .
و قال رسول الله( ِّﷺ) : « يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته ، يفضحه في بيته .
الأسباب الباعثة على الغيبة
عندما ينظر الإنسان المسلم العاقل ويفكر في الأسباب التي تدفع المغتاب إلى الغيبة وتدفع النمام إلى النميمة فسوف يجد لذلك أسباب منها ما يأتي :- محاولة الانتصار للنفس والسعي في أن يشفي المغتاب الغيظ الذي في صدره على غيره فعند ذلك يغتابه أو يبهته ، أو ينقل عنه النميمة .
- الحقد على الآخرين والبغض لهم فيذكر مساوئ من يبغض ؛ ليشفي حقده ويبرد صدره بغيبة من يبغضه ويحقد عليه . وهذا ليس من صفات المؤمنين كاملي الإيمان .
- إرادة رفعة النفس وخفض غيرها كأن يقول : فلان جاهل ، أو فهمه ضعيف ، أو سقيم ، أو عبارته ركيكة ، تدرج إلى لفت أنظار الناس إلى فضل نفسه وإظهار شرفه بسلامته عن تلك النقائص التي ذكرها في من اغتابه . وهذا من الإعجاب بالنفس ، وهو من المهلكات التي بينها رسول الله (ﷺ) .
- موافقة الجلساء والأصحاب ، والأصدقاء ومجاملتهم فيما عليه من الباطل ؛ لكي کسب رضاهم ولو كان ذلك بغضب الله ( عز وجل ) وهذا من ضعف الإيمان وعدم مراقبة الله عز وجل .
- إظهار التعجب من أصحاب المعاصي : كأن يقول الإنسان : ما رأيت أعجب من فلان كيف يخطئ وهو رجل عاقل أو كبير أو عالم أو غير ذلك وكان الواجب عدم التعيين .
- السخرية والاستهزاء بالآخرين والاحتقار لهم .
- الظهور بمظهر الغضب لله على من يرتكب المنكر فيظهر غضبه ويذكر اسمه مثل أن يقول : فلان لا يستحيي من الله يفعل كذا وكذا ويقع في عرضه بالغيبة .
- الحسد فيحسد المغتاب من يثني عليه الناس ويحبونه ، فيحاول المغتاب الحسود قليل الدين والعقل أن يزيل هذه النعمة فلا يجد طريقا إلى ذلك إلا بغيبته والوقوع في عرضه حتى يزيل نعمته أو يقلل من شأنه عند من يثنون عليه . وهذا من أقبح الناس عقلا وأخبثهم نفساً
- حسد ، قيل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) أي الناس أفضل ؟ قال : « كل مخموم القلب صدوق اللسان ، قالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : « هو التقي النقي ، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد
- إظهار الرحمة والتصنع بمواساة الآخرين ، كأن يقول لغيره من الناس : مسكين فلان قد غمني أمره وما هو فيه من المعاصي ...
- التصنع ، وا ، واللعب ، والهزل ، والضحك فيجلس المغتاب خبيث النفس فيذكر عيوب غيره مما يضحك به الاخرين الناس فيضحك الناس ، فعند ذلك يرتاح ويزيد من الكذب والغيبة على سبيل الهزل والنكت والإعجاب بالنفس .
- أن ينسب إليه فعلا قبيحا فيتبرأ منه ويقول : فلان الذي فعله ومحاولة إلقاء اللوم والتقصير على غيره ؛ ليظهر بمظهر البريء من العيوب
- الشعور بأن غيره يريد الشهادة عليه أو تنقیصه عند كبير من الكبراء ، أو صديق من الأصدقاء ، أو سلطان فيسبقه إلى هذا الكبير ويغتابه ؛ ليسقط من عينه ، وتسقط عدالته ، أو مروءته .
علاج الغيبة وذلك باتباع النصائح الآتية :
- تذكر مساوئ الغيبة ، وأخطارها الجسيمة ، في دنيا الإنسان و أخراه .
- الاهتمام بتزكية النفس ، وتجميلها بالخلق الكريم ، وصونها عن عيوب الناس ومساوئهم ، بدلا من اغتيابهم واستنقاصهم .
- استبدال الغيبة بالأحاديث النافعة والممتعة ، والنوادر الشيقة ، والقصص الهادفة الطريفة .
- ترويض النفس على صون اللسان ، و كفه عن بوادر الغيبة .
- أن يعلم الإنسان أنه إذا وقع في الغيبة فهو متعرض لسخط الله تعالى ومقته .
- عليه أن ينظر في السبب الذي يدفعه إلى الغيبة فإن علاج العلة إنما يتم بقطع سببها .
ويمكنكَ ايضاً الاطلاع على المقالات التي تتعلق بالاسلام والاستفادة منه :
طريق التوبة من الغيبة
بالنسبة لمن اغتاب المسلمين هو ان يستغفر الله تعالى وأن يتحلل من المغتاب ويطلب منه العفو إذا أمن الفتنة أما إذا كان هذا يسبب الشحناء أو يسبب . منکر آخر أو فتنة فإن المغتاب يذكره بالخير الذي فيه في المجالس التي ذكره فيها بسوء وير عنه الغيبة بجهده وطاقته فتكون تلك بتلك إن شاء الله مع مراعاة شروط التوبة.انتهى الموضوع ...
شكراً لكم