التهذيب قصص وعبر

1.الكفاف

مر رسول الله (ﷺ) براعي إبل ، فبعث يستسقيه ، فقال الراعي : أما ما في ضروعها فصبوح الحي ، وأما ما في آنيتها فغبوقهم ، فقال رسول الله (ﷺ) : اللهم أكثر ماله وولده ، ثم مر براعي غنم فبعث إليه يستسقيه ، فحلب له ما في ضروعها وأكفأها في إناء رسول الله (ﷺ) ، وبعث إليه بشاة وقال : هذا ما عندنا ، وإن أحببت أن نزيدك زدناك ، قال : فقال رسول الله (ﷺ) : اللهم ارزقه الكفاف .
 

فقال له بعض أصحابه : یارسول الله دعوت للذي ردك بدعاء جميعنا نحبه ودعوت للذي أسعفك بحاجتك بدعاء كلنا نكرهه ، فقال رسول الله (ﷺ) : إن ما قل وکفی خیر مما كثر وألهي ، اللهم ارزق محمدا وآل 
محمد الكفاف.

الكفاف : هو الغني عن سؤال الناس وحفظ ماء الوجه وسد الحاجة من الرزق .

2.حب الدنيا وعبادة الطاغوت

عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
قال : مر عیسی بن مریم (عليه السلام) على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها فقال : أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطه ، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا ، فقال الحواريون : ياروح الله وكلمته ادع الله لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها . فدعا عیسی (عليه السلام) ربه ، فنودي ؛ أن نادهم ، فقام عیسی (عليه السلام) بالليل على شرف من الأرض * فقال عيسی ( عليه السلام) : يا أهل هذه القرية .. ، فأجابه منهم مجيب : لبيك ياروح الله وكلمته.
فقال له عیسی ( عليه السلام) : ويحكم ما كانت أعمالكم ؟
فأجابه : حب الدنيا وعبادة الطاغوت ، مع خوف قليل ، وأمل بعيد ، في غفلة ولهو ولعب . فقال عيسى : كيف كان حبكم للدنيا ؟
قال : كحب الصبي لأمه ، إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا ، وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنا .
قال عیسی (عليه السلام) : وكيف كان عبادتكم للطاغوت ؟
قال : الطاعة لأهل المعاصي .
ثم قال عیسی (عليه السلام) : كيف كانت عاقبة أمركم؟
قال : بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية . فقال عیسی (عليه ااسلام) : وما الهاوية ؟
قال : سجين ، قال : وما سجين ؟
قال : جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة .
قال عیسی (عليه السلا) : فما قلتم ، وما قيل لكم ؟ قال : قلنا : ردنا إلى الدنيا فنزهد فيها ، قيل لنا:كذبتم . قال عيسی (عليه السلام) : ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم ؟
قال : ياروح الله وكلمته إنهم ملجمون بلجام من نار ، بأيدي ملائكة غلاظ شداد ، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم ، فلما نزل العذاب عمني معهم ، فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم ، لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها .

فالتفت عیسی (عليه السلام) إلى الحواريين فقال : يا أولياء الله أكل الخبز اليابس بالملح والجريش ، والنوم على التراب ، خیر کثیر مع عافية الدنيا والآخرة .

أبرز ما يستنبط من القصة :

أن العذاب يعم الجميع ، إذا أعانوا الظالم على الظلم ، واستباحوا الحرمات ، وتعلقوا بالدنيا ونسوا الآخرة .

2.حتى لا ينسكب الحليب

قدم شاب إلى شيخ وسأله : أنا شاب صغير ورغباتي كثيرة .. ولا أستطيع منع نفسي من النظر إلى الفتيات في السوق ، فماذا أفعل ؟ فأعطاه الشيخ كوبا من الحليب و ممتلئة - حافته وأوصاه أن يوصله إلى وجهة معينة يمر من خلالها بالسوق دون أن ينسكب من الكوب أي شيء ! واستدعی واحدة من طلابه ليرافقه في الطريق ويضربه أمام كل الناس إذا انسكب الحليب !!

أوصل الشاب الحليب للوجهة المطلوبة دون أن ينسكب منه شيء .. ولما سأله الشيخ : کم مشهدا و کم فتاة رأيت في الطريق ؟ فأجاب الشاب : شيخي لم أر أي شيء حولي .. كنت خائفا فقط من الضرب والخزي أمام الناس إذا انسكب مني الحليب ! فقال الشيخ : وكذلك هو الحال مع المؤمن .. المؤمن يخاف من الله ومن خزي يوم القيامة حين تعرض سيئاته أمام الناس .. هؤلاء المؤمنون يحمون أنفسهم من المعاصي فهم دائمو التفكير في يوم القيامة !!

مقالات قد تعجبك ايضاً :

أبرز مايستنبط من القصة

  1. على المرء أن يراقب أفعاله ، ويحذر عقاب الله .
  2. أن من يضع نصب عينه خوف الله وخوف الافتضاح يوم القيامة أمام الخلق حين تعرض الأعمال أمام الملأ ، يسلم وينجو ويبتعد عن كل محرم .
  3. أن في غض النظر عن المحرمات نجاة من عقاب الله.

انتهى الموضوع ...
شكراً لكم