الوظائف الاقتصادية للدولة في الاسلام
1. مراقبة الفعاليات الاقتصادية : أوجب الإسلام على الدولة أن تشرف على الأنشطة الاقتصادية كمراقبة الانتاج . فالانتاج الرأسمالي يتحكم به الربح ، لا حاجة للمواطنين . أما في المجتمع الإسلامي فيجب ان يكون الانتاج لسد حاجات المواطنين وواجب الدولة الإشراف على المبايعات . ومنع الغش والتطفيف في المبيعات والأوزان والأسعار ومنع احتكار السلع الإستهلاكية ، ومراقبة ما يحفظ الصحة العامة ، مثل الرقابة على الأغذية والمشروبات . والمطاعم ومصانع الحلويات وغيرها .
2. منع المعاملات المحرمة :
المعاملات المحرمة وهي التي نصت الشريعة الإسلامية على خرمها . إما لأنها لا تقوم على الأسس الأخلاقية الإسلامية ، وإما لأنها تضر بمصالح الجماعة ، مثل الربا والاحتكار والرشوة والتطفيف .
3. تحديد الأسعار عند الضرورة : للدولة الحق في التدخل لتحديد الأسعار في ظروف
4. تحقق العدل الاجتماعي :
تحقيقق الدولة العدل الاجتماعي عن طريق : توفير تكافؤ الفرص ، والضمان الاجتماعي بشقيه : التكافل الاجتماعي ، والتوازن الاقتصادي .
3. تحديد الأسعار عند الضرورة :
للدولة الحق في التدخل لتحديد الأسعار في ظروف
معينة منها :
- إذا كانت السلعة منحصر بيعها في عدد معين من الناس ( حالة الاحتكار ) سواء أكان ذلك الانحصار او الاحتكار أمرا واقعا ، أي باتفاق البائعين ، أم بحكم القانون .
- إذا كانت السلعة ضرورية للناس وامتنع اصحابها عن بيعها أصلا أو طلبوا ثمنا لها أعلى من قيمة المثل .
- اذا تواطأ البائعون أو المشترون على ثمن ينتفعون منه ، وكان الثمن غير عادل التسعير هنا يسير على وفق المبدأ الإسلامي المتمثل في قوله (ﷺ) : « لا ضرر ولا ضرار »
فهو لا يضر البائع . ولا يصيب ضرره المستهلكين . وقد منع النبي (ﷺ) ، بوصفه ولي الأمر التسعير في المدينة ومعاقبة المحتكر ، لأن الظرف لم يكن يوجب ذلك . ولكن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام) أمر بالتسعير في عهده إلى مالك بن الأشتر واليه على مصر . فبعد أن أوصى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بالتجار عقب ذلك قائلا :《 واعلم- مع ذلك - أن في كثير منهم ضيقا فاحشة . وشح قبيح . واحتكارة للمنافع وخكما ف المبيعات . وذلك باب مضرة للعامة ، وعيب على الولاة》. فامنع من الاحتكار فان رسول الله (ﷺ) منع منه ، وليكن البيع بيع سمحا بموازین عدل وأسعار لا نحف بالفريقين من البائع والمبتاع فمن قارف حكرة بعد نهبك إياه , فنكل به ، وعاقبه في غير إسراف .
4. تحقق العدل الاجتماعي :
تحقيقق الدولة العدل الاجتماعي عن طريق : توفير تكافؤ الفرص ، والضمان الاجتماعي بشقيه : التكافل الاجتماعي ، والتوازن الاقتصادي .
5. توفير تكافؤ الفرص :
قال تعالى : { ياأيها ألناس إنا خلقكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} وقال الرسول (ﷺ): ( الناس سواسية كأسنان المشط ) و (لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) فالناس في الإسلام متساوون في الواجبات متساوون الحقوق وكذلك في العقوبات . فكل إنسان له الحق في « مائدة الله » التي جعلها للبشر جميعا . وفي الغالب فان وسيلة الإنسان إلى اكتساب هذا الحق هي العمل وبذل الجهد . لا يمنعه من ذلك احتكار أو احتجار أو إقطاع . فالاحنكار محرم . والاحتجار مباح لمن هو قادر على إعماره ولمدة لا تزيد على ثلاث سنوات . وكذا إقطاع الأرض لمن يعمرها . بالقدر الذي يستطيع إعماره.
6. الضمان الاجتماعي :
7. التكافل الاجتماعي :
وليس معنى ذلك أن الإسلام يوجد هذا التوازن في لحظة أو في مدة قصيرة . بل جعل هذا التوازن في مستوى المعيشة هدفا تسعى اليه الدولة ، في حدود صلاحياتها ، والوصول إليه بمختلف الطرق والأساليب المشروعة . وقد كانت وسيلة الإسلام لتحقيق هذا التوازن . هي ضغط مستوى المعيشة من أعلى ، بتحريم الإسراف ، وضغط المستوى من أسفل ، بالارتفاع بالأفراد الذين يحبون مستوى منخفضة من المعيشة إلى مستوى أرفع بأخذ مبدأ التكافل الاجتماعي والتوازن الاقتصادي في المجتمع . وبذلك تتقارب المستويات حتى تندمج في مستوى واحد . قد يضم درجات . لكنه يخلو من التناقضات الحادة في مستويات المعيشة . إن الهدف الذي يسعى إليه الإسلام هو توفير الفني لجميع الأفراد . وإذا كان التكافل الاجتماعي يضمن للفقراء الحد الأدنى من المعيشة .
قال البلاذري في « فتوح البلدان » : « لما ظهر- أي رسول الله (ﷺ) : على أموال بني النضير قال للأنصار : « إنه ليس لإخوانكم المهاجرين أموال فان شئتم قسمت هذه وأموالكم بينكم وبينهم جميعا » . وان شئتم أمسکنم أموالكم وقسمت هذه فيهم خاصة . فقالوا :《 بل اقسم هذه فيهم ، واقسم لهم من أموالنا ما شئت 》 ونزلت الآيات الكريمات على رسول الله (ﷺ) :
قال تعالى :{ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما ءاتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديرهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجه مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصه ومن يوق شح نفسه، واولئك هم المفلحون . والذين جاءو من بعدهم يقولون ربا اغفر لنا ولإخوانا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا إنك رءوف الرحيم }:
لقد حسم القرآن الكريم الأمر ( بتقريب الفوارق ) .
6. الضمان الاجتماعي :
فرض الإسلام على الدولة ضمان معيشة أفراد المجتمع ضمانا كاملا ، والدولة عادة في نقوم بهذه المهمة على مرحلتين في المرحلة الأولى تؤدي الدولة واجبها بتهيئة وسائل العمل ( مصادر الرزق ) وفرصة المساهمة الكرمة في النشاط الاقتصادي المثمر ، ليعيش على أساس عمله وجهده . أما إذا كان الفرد عاجزا عن العمل ، وكسب معيشته بنفسه کسبا كاملا ، أو كانت الدولة في ظرف استثنائي لا يمكنها منحه فرصة العمل ، فقد جاء دور المرحلة الثانية ، التي تمارس فيها الدولة تطبيق الضمان ، وذلك عن طريق تهيئة المال الكافي السد حاجات الفرد . وتوفير حد من المعيشة لا يقل كثيرا عن مستوى أخوانه من أبناء المجتمع . فمبدأ الضمان الاجتماعي في الاقتصاد الإسلامي " يرتكز في أساسين . أحدهما : التكافل الاجتماعي ، والآخر : حق الجماعة في موارد الدولة العامة .
7. التكافل الاجتماعي :
« التكافل » في الإسلام نظام فطري يستمد وجوده من سنن الله التي تربط بين فطرة الإنسان وسنن الكون . فكفالة الوالد لأبنائه . أمر فطري يندفع إليه الإنسان اندفاعا فطرية . ومثل ذلك كفالته لأهل بينه . أو لأمه وأبيه ، وإذا شئنا الحق وجدنا في الإنسان رغبة في كفالة الجار الفقير . أو القريب الفقير على بعد داره . أو كفالة يتيم ، فهو يرعاه كما يرعى أولاده . ويشمل هذا التكافل أيضا المجتمع فتقوى بين أبنائه الروابط الأخوية . ومن المأثور عن الرسول (ﷺ) قوله :
《أيما أهل عرصة أصبح فيهم أمرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى 》.
واذا أردنا أن نتوسع في شرح الحديث الشريف يكون معناه : أما شعب أصبح وفيه جائع منهم . فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى وذمة رسوله (ﷺ) والذمة هي الأمانة والعهد والضمان . ما يعني أن سبحانه وتعالى قد أوكلهم الى أنفسهم وحجب عنهم رحمنه . ولم يقتصر التكامل الاجتماعي على المسلمين فقط وانما يشمل غير المسلمين من أهل الكتاب ما داموا في دار الإسلام .
《أيما أهل عرصة أصبح فيهم أمرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى 》.
واذا أردنا أن نتوسع في شرح الحديث الشريف يكون معناه : أما شعب أصبح وفيه جائع منهم . فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى وذمة رسوله (ﷺ) والذمة هي الأمانة والعهد والضمان . ما يعني أن سبحانه وتعالى قد أوكلهم الى أنفسهم وحجب عنهم رحمنه . ولم يقتصر التكامل الاجتماعي على المسلمين فقط وانما يشمل غير المسلمين من أهل الكتاب ما داموا في دار الإسلام .
لماذا يجب أن يعطي الغني الفقير ؟
المال الله تعالى ونحن مستخلفون في أرضه . قال الإمام علي ( عليه السلام) : ( ان الله فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم فإن جاعوا أو عروا ، أو جهدوا . فبمنع الأغنياء . وحق على الله أن يحاسبهم عليه يوم القيامة ويعذبهم عليه وهذا الأمر ليس متروك لاختيار الاغنياء إن شاؤوا أعطوا وجوا .. وإن شاؤوا منعوا وعذبوا يوم القيامة ، فالأصل أن يقوم ولي الأمر بجباية ذلك الحق ، والله سبحانه يقول : ځين أملجم صدقة تطهرهم وثرهم ها و التوبة : وولي الأمر لابد له من أن يذكر الأغنياء بمسؤوليتهم أمام الله قبل أن يأمر أجهزته باستحصالها من الأغنياء القادرين . والكفالة التي أجملها الإمام علي ( عليه السلام ) نعني أنه فرض على الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم ويتكفلوا إعانتهم . والسلطان بدفعهم للعمل بنظام الفطرة المرتبط بالسنن الآلهية الكونية ، إن لم تفم أموال الزكاة بهم ولا سائر أموال المسلمين بهم ، فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لابد منه ، ومن اللباس للشتاء والصيف ، بمثل ذلك ، ويمسكن بقيهم من المطر والصيف والشمس وعيون المارة .التوازن في توزيع الدخول : ماذا نعني بالتوازن ؟
نعني بالتوازن في الاقتصاد تقریب مستويات المعيشة ، حتى لا يكون في المجتمع تناقض حاد بين فئتين من فئاته : فئة معدومة محرومة لاتكاد تسد حاجاتها الأساسية وفئة مترفة منخمة مرفهة يجرها القرف إلى البطر والتفسخ.لماذا يريد الإسلام هذا التقارب والتوازن ؟
قد تجيب أن هذا هو منطق الفطرة . منطق مساواة الإنسان بأخيه الإنسان . فالإنسان في حاجاته الضرورية يتساوى مع أخيه الإنسان . وفي الإنسان نزوع دائم إلى رفع هذا المستوى ، فاذا استطاع الإنسان العامل النشيط رفع مستواه فقد يقعد العجز أو الضعف أو الشيخوخة أو اليتم أو الترمل بالآخرين عن رفع مستواهم ، فيحل هذا التناقض الذي يرفضه الإسلام .ينطلق الإسلام في سعيه لايجاد التوازن من حقيقتين هما فيه بديهيتان .
- الحقيقة الأولى : أن البشر متفاوتون في الخصائص والصفات النفسية والفكرية والجسدية . فهم يختلفون في الصبر والشجاعة ، وفي قوة العزمة وحدة الذكاء وسرعة البديهة . وفي القدرة على الإبداع والابتكار ، ويختلفون كذلك في قوة العضلات . وفي ثبات الأعصاب ... وفي غير ذلك من مقومات الشخصية الإنسانية .. فهي موزعة بدرجات متفاوتة على الأفراد وتختلف من فرد إلى آخر . ويحاول قسم من الباحثين تفسير هذا التفاوت بسبب واحد هو العامل الاقتصادي ، وهم بعذون هذا التفاوت عرض نتيجة أحداث عرضية في تاريخ الإنسان . يرجع إلى أسباب كثيرة : منها القابلية الجسمية والفكرية والنفسية ، والعلم يعترف بالوراثة ، ومراحل نمو الإنسان وهو جنين . وما يعتريه من أمراض الطفولة .. وعوامل كثيرة غيرها منها العوامل الاجتماعية حتى لو سيطرنا على العامل الاقتصادي ، وما يتبعه من تكافؤ فرص الثقافة والتفتح الاجتماعي والتدريب المهني وحتى الوسيطرنا على العامل الاجتماعي ، فإن هذه الفوارق ، وهذا التفاوت يبقى قائما .
- الحقيقة الثانية :التي يتخذها الإسلام أساسا لإقامة التوازن ان العمل بعد من أهم عوامل اكتساب الملكية في الإسلام ، فالإنسان يملك بمقدار العمل الذي يقدمه . وباعتماد القاعدتين السابقتين يقرر الإسلام أن التوازن الاقتصادي هو التوازن بين أفراد المجتمع في مستوى المعيشة . لافي مستوى الدخل . ومعنى ذلك أن يكون المال موجودة لدى أفراد المجتمع . متداوة بينهم الى درجة تتيح لكل فرد العيش في المستوى العام مع الاحتفاظ بدرجات داخل هذا المستوى الواحد . لكنه ليس تناقضا المستوى ، كالتناقضات بين مستوى المعيشة في المجتمع الرأسمالي .
ويمكنكَ ايضاً الاطلاع على المقالات التي تتعلق بالاسلام والاستفادة منه ، منها ما يلي :
فان التوازن الاقتصادي يوجب على الدولة رفع مستوى معيشتهم إلى المستوى الذي يعيشه غيرهم من أفراد المجتمع لهذا وجب أن تكون الدولة قادرة على تحقيق ذلك بتوفير الإمكانات اللازمة وهي :
- فرض ضرائب ثابتة تؤخذ باستمرار وتنفق على المستوى العام .ایجاد قطاعات للدولة مثل الفيء ومزارع الدولة والمصانع وما تؤمه الدولة من المرافق .
- كل ذلك توجهه الدولة لتوفير المال اللازم للتوازن الاقتصادي .طبيعة أحكام الشريعة الاسلامية التي حرمت طرق الكسب غير المشروع كالربا والاحتكار والغش والتدليس ومنع الاكتناز .وتوزيع الإرث .
- لقد أدرك المسلمون الأوائل أهمية التقارب في المستوى المعيشي بين الناس ولقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية وجوب هذا التقارب .
قال تعالى :{ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما ءاتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديرهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجه مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصه ومن يوق شح نفسه، واولئك هم المفلحون . والذين جاءو من بعدهم يقولون ربا اغفر لنا ولإخوانا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا إنك رءوف الرحيم }:
لقد حسم القرآن الكريم الأمر ( بتقريب الفوارق ) .
وأثنى على الأنصار وذكرهم بخير يستحقونه لمواقفهم تلك . وإيمانهم بضرورة تذويب الفوارق.
انتهى الموضوع ...
شكرا لكم