الصدقات
الصدقة: هي ما تعطيه أو تفعله من خير قربة لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته.
وقد يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمق الصدقة أن يكون مفهون الصدقة مقتصرا على الصدقة المالية لأنها الأصل ، غير أن الصدقة ليست قاصرة على نوع معين من أنواع البر ، بل هي عامة في كل معروف ، إذ قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) :( كل معروف صدقة).
فالكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه اخيك صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وإرشاد الأعمى ومن ضل الطريق صدقة ، والنصيحة بالخير صدقة ، وإرشاد الأعمى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة.
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) أيضا:
( على كل مسلم صدقة فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده ، فينفع نفسه ويتصدق قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا: فإن لم يجد ؟ قال: فليعمل بالمعروف ، وليمسك عن الشر ، فإنها له صدقة).
فكل معروف الصدقة فمن لا يستطع التصدقة بالمال لفقره يتصدق بأعمل البر ، فيقضي حاجة أخيه الملهوف وهو المستغيث الذي يطلب العون سواء أكان مظلوما أم عاجزا ، فمن لم يجد من يطلب إغاثة عليه أن يسعى إلى فعل الخير وأن يبتعد عن فعل الشر أو كل ما يؤدي فذلك صدقة أيضا.
وصدقة السر أعظم ثوابا ففي القرآن المجيد قوله تعالى :
{ إن تبدوا الصدقات فنعما هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير}.
فاخفاء الصدقة عند اعطائها الفقراء أعظم ثوابا ، اذ تحفظ كرامة الفقير وتبعد النفس عن الرياء والتباهي، وقد حث الله تعالى ورسوله الكريم على الصدقات كافة لما لها من آثار اجتماعية عظيمة في تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد الأمة ونشر العدل وإعانة الفقراء وتخفيف معاناتهم فأوجب الله تعالى على الاغنية إعالة الفقراء في حالة المجاعة ، وحرم على المسلم أن يشبع وجاره جائع ، وأوجب الله على المسلم أن يدفع كفارة اليمين التي يخير فيها بين عتق رقبة أو اطعام عشرة مساكين أو كسوتهم فإن لم يجد فصيام ثلاثة ايام.
وكفارة اليمين تجب إذا حلف أن يفعلة شيئا فلم يفعله ، وأوجب الله على المسلم أن يفي بالنذر المشروع، وحث الله المسلم على صدقة التطوع، ووعد المنفقين في سبيله في أوجه البر بأفضل الجزاء ، ووعدهم بأن يضاعف لهم الأجر أضعافا كثيرة ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى اضعاف كثيرة.
ويمكنكَ ايضاً الاطلاع على المقالات التي تتعلق بالاسلام والاستفادة منه :
- الصلاة وشروطهِا.
- الزكاة والاموال التي تتعلق بها الزكاة.
- القناعة وفوائدها والسبيل الى القناعة.
- التسامح والتعايش السلمي.
- من احكام التلاوة.
- الوظائف الاقتصادية للدولة في الاسلام.
فالمال إنما هو الله وما نحن إلا خلفاء عليه سيحاسبنا الله تعالى يوم القيامة في أي وجه أنفقناه فمن انفقه ابتغاء مرضاة الله وأعان به على الخير وسد حاجة المحتاجين والمسلمين ونصر الدين، يكون قد اقرض الله قرضا حسنا يضاعفه الله تعالى له ، ومن جمع المال وبخل به وصرفه على الملذات المحرمة فسيصلى سعيرا ، ويتمنى أن يرد الى الحياة الدنيا فينفقه فيما يحبه الله تعالى ويرضاه ولن يكون له هذا.
ومما تقدم يتضح أن الصدقات منها المالية ومنها غير المالية :
والصدقة المالية أنواع منها:
صدقة التطوع وصدقة الفطر أو زكاة الفطر التي أوجبها الله تعالى على المسلم ، يخرجها يوم عيد الفطر ، وهي مقدار من الطعام المأكول في البلد عن كل نفس حتى الطفل والخادم يخرج عنه وليه وصدقة الفرض التي هي الزكاة.والصدقة الجارية التي هي ( الوقوف) ، كأن تبني مستشفى وتوقفها لوجه الله تعالى لعلاج الفقراء والمساكين أو توقف مصحفا أو كتابا نافعا في مسجد أو مكتبة .. فتكون صدقة جارية ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قال:
《إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له》.
ومن الصدقة الجارية : الوقف.
والوقف: لغة: هو الحبس وفي الشرع : حبس العين (الملك) عن ملك الواقف والتصدق بالمنافع على الفقراء مع بقاء العين ( الملك).ولقد اجاز الإسلام وقف الأموال المنقولة كالمصاحف والكتب والأثاث وأدوات الطبخ ونحوها؛ ليفيد منها من به حاجة إليها، وكذلك وقف الأبقار والأغنام؛ ليشرب من لبنها الفقراء والمسافرين وأبناء السبيل وغيرهم. كما أجازو وقف الأموال الثابتة غير المنقولة كالمساجد والمدارس والمستشفيات والجسور.
من الصدقات المالية:
- بناء المسجد وعمارتها: إن بناء بيوت الله تعالى من أفضل القربات التي يستطيع المسلم أن يتقرب بها الى خالقه، ومن عمارة المساجد، المساهمة في بنائها، وتنظيفها، والمحافظةعليها، وإقامة الصلوات المفروضة بها، ونشر العلم النافع، وحل مشاكل المجتمع المسلم في رحابها، والعمل على حفظ دماء المسلمين ونشر السلم والسلام لتعكس صورة الإسلام الحقيقي.
- نشر العلم النافع: ويدخل في ذلك نشر الكتب والرسائل العلمية، والأشرطة النافعة، وإمداد طلاب العلم بالكتب التي يحتاجونها.
- كفالة الأيتام وإنظار المعسر- أي إمهال المدين- أو إسقاط الدين عنه، ومساعد الفقراء.
- الإنفاق على الجهاد في سبيل الله: فالجهاد للحفاظ على الأرض والعرض والنفس من واجبات الدين وقد يكون الجهاد بحمل السلاح ضد الغزاة والقتلة أو بالانفاق على الجهاد بتجهيزههم بالسلاح والطعام والشراب وما يحتاجوم إليه.
- الصدقة في زراعة ما هو نافع للإنسان والحيوان والطير.
- إفطار الصائمين.
آفات الصدقة ومبطلاتها
للصدقات آفات تقضي على ثوابها وتكون وبالا على صاحبها في الدنيا والآخرة، وهذه الآفات يمكن أن نوجزها فيما يأتي:
اولا: الرياء:
إن الرياء داء عضال يقضي على ثواب الأعمال الصالحة ويجعلها هباء منثورا، وهو من الصفات المنافقين الذين ذمهم الله تعالى في كتابه العزيز .ثانيا: إتباع الصدقات بالمن والأذى:
يجب على المسلم الحذر من أن يمن أو يؤدي أحدا من الذين تصدق عليهم، فيقول له: تذكر يوم أعطيتك كذا وكذا، أو أن يفضحه بين الناس فقد حذرنا الله من المن بالصدقة أشد تحذير.ثالثا: التصدق بالشيء الرديء:
أن الله تعالى لا يقبل إلا الطيب من الصدقات، والصدقة تقرب إلى الله تعالى فاحذر أن تتقرب إليه بالشيء الرديء.رابعا: احتقار شيء من الصدقات:
يجب على المسلم ألا يحتقر شيئا من الصدقات، سواء كانت صدقته هو او صدقة أخيه المسلم.وأن كانت قليلة سوف يكون ثوابها أضعافا كثيرة عند الله تعالى: قال سبحانه وتعالى: { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}
ويجب عدم التراجع في الصدقة فلا تتراجع في صدقتك التي أخرجتها لله تعالى.
انتهى الموضوع ...
شكراً لكم